الوجود المعجز
تطحنني رحى خياناتك
تنثرني هباءا في فضاء الحيرة
وحدك الآن من يجمعني
دقيقا في عاتيات الرياح
حافيا تكتظ في دروبك وعثاء الهجر و أوزار الغياب
تطاردك لعنة الفراق
ترهق كتفك أحمال الذكرى
تغوص قدماك في أوحال الحيرة
تريد أن تخفيني خلف ستار المجهول
أما أنا
تقف أشباح الذكرى بيني وبين النسيان
تعيدني نقشا على جبينك
تجعلني في عينك لونا خارج ألوان الطيف
كلما أمعنت رأيتي آبتسم رغم البكاء
تسكب صوتي في أذنك مبحوحا بالعتاب
سأكون عقابا لن تستطيع معه صبرا أو بقاء
ستراني
في مساءك
وحشا من حنين
يخرج من منافذ السلوى
كلما بحثت عن نسيان
يأتي بي حقيقة لا تقبل التأويل
يغتال كل أمنية (( أن أنتهى سرابا ))
و ستراني مع الفجر شمسا
يهديك دفئها ذكراي
يشق غسقها عن صرختي
لماذا خنتني و أنا الوفاء
فليس هناك عمقا لوجودي
في داخلك و ليس لحبي قرار
كلما حاولت أن تغمره تجافيا
أطل كنخل لا يتسول السحاب
مطرا ولا يحنيه غياب
ها أنت متخم بذكرياتي حتى الأختناق
كلما أحرقت ذكرى خرجت كالعنقاء
تمد لسانها لوجه يتفصد
على جبينه عرق الاخفاق
تلوي أعنة الجموح مقهقة
هيهات
(( أن تنسى ذكريات الغربة و ليالي السهاد))
كلما توسدت ظلال الصد
ناوشتك حرارة الوجد
فعدت تنشد السلام
هاتفا
تبت يد التعب
حين يرسل أصابع الأرق
تعبث في جفون تخلى عنها الحلم
وجف على أهدابها ملح الظنون
سترقص أشلائي على أنفاسك الأخيرة
و تتبع أوصالي خطاك المثقلة بالذنوب
تحمل نعشي على أكتاف الوفاء
تلاحقك سوءة خيانتي كلما خصفت عليها
من أوراق الأعتذار
تكشفت عن عري ملامحي في وجهك
و وشت بدمي المهدور للمرايا
وبأطرافي المخبأة تحت سرير الغرور
وشفتي العالق بها أخر صرخة مايزال صداها يلف
الأربع ويدور
تاركا آااهتها على قلب الصخور
سأكون الوجود المعجز في قوائم النسيان
فأنا وأنت انصهرنا في بوتقة الوجد
فأيمعادلةتعيدناأثنان